{{{ كعادتها }}} في كل صباح حين ترقص الطيور على أغصان الأشجار وتحلق في السماء تغرد وتشدو أجمل الألحان إستقبالآ لشمس يومآ جديد ، وأنا أنصت لهمس الحب وحروف الغرام التي تردتها حبات الندى قبل رحيلها ، وكعادتي أفتح شباك غرفتي اجد البسمة في اجمل ثيابها ترقص على الجدران ثم أقول قولتي التي تعودت عليها اللهم ارضني بما يرضيك ، واجمعني بأهلي في الجنة ثم أنظر خلفي وإذ بأطفالي الصغار قد أمسكو بطرف ثيابي ويقولون في صوت واحد أبي إجلس كي نقبلك ، حتى إذا جلست ثم قبلونني ، إذ بهم يمسكون بأطراف اصابعي ويشدونني نحو السفرة وهم يقولون بصوت عذب هيا أبي إنصحنا ، كعادتي اجلس على السفرة وهم من حولي وكأنها حقآ جنة الدنيا ، فأنصحهم كل يوم نصيحة وإذ بزوجتي أو كما أصفها دائمآ { حورية من الجنة } تأتي وبين أصابعها الرقيقة فنجان القهوة ثم تجلس بجواري نتبادل البسمات والكلمات الجميلة وتقول أسمعني أخر ما كتبت ثم أسمعها كل يوم بيت جديد من قصيدتي{ عيونك جناتي } وأنا أنظر في عينيها ، ثم أهيئ نفسي كي أذهب الى عملي والأطفال تذهب الى مدارسهم ، وقبل أن أخرج من الباب{كعادتها } تقبلني بين عيني وتقول في أمان الله حبيبي هكذا كل يوم ، وذات يوم كان عندي مشكلة مع مدير عملي ثم استيقظت في اليوم الثاني مبكرآ وأعدت فنجان القهوة بنفسي وأخذت أتنقل بين صفحات الجرايد ، ولا أعلم ماذا قرأت ، حتى مللت فصرخت في الأطفال ستذهبون الى المدرسة أم أترككم وأذهب حتى جاءوا والحزن جعلهم كالورود عندما تذبل ، وإذ بزوجتي تقول ما بك حبيبي لعلك بخير فلم التفت إليها فخرجت ، وأغلقت الباب بشدة لدرجة أنه كاد ان يكسر * وكأنها مدير عملي * فذهبت حتى وصلت الى مكتبي فأمسكت بالقلم كي أكتب شئ أشغل به نفسي ، ولكن القلم يرفض ، فقد نفذ حبره وإذ بي أجد أحدهم يمد لي يده ويقول خذ قلمي هدية لك ، فنظرت له إذ به مدير عملي يقول لي سامحني على ما كان مني بالأمس ، ثم احتضنني فقلت له سامحتك ولكن لن اسامح نفسي على ما فعلته بأهل بيتي ، كيف حال أولادي الأن ، كيف حال زوجتي ، وما ذنبها ، جلست اعاتب نفسي وأحاسبها وإذ بي لا أستطيع الوقوف على قدمي ، فتعجبت ، ثم حاولت مرة اخرى فسقط على الأرض ، ولم أفق ، الا وأنا على سرير المرض بالمستشفي عندما أحسست ، بقطرات شهد تتساقط على فمي وبين عيني ، ثم أبصرت فوجد حوريتي {كعادتها} تقبلني ، وتقول { افديك بي حبيبي } لقد قال الطبيب انك بخير وهي تقبلني بين عيني{كعادتها } 
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق