الأربعاء، 23 أبريل 2025

روح الله


 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أخي اعلم أن...
 الجميع مُبتلىٰ الرجال والنساء ، الأغنياء والفقراء ، الضعفاء والأقوياء ، القادة والعوام ، العالم والأمي ، المؤمن والكافر ، البر والفاجر ، رغم اختلاف ألوانهم وألسنتهم وقوتهم ، جميعهم مُبتلىٰ إما إبتلاء بالخير أو إبتلاء بالشر 
قال الخالق " وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ "
وبلاء الخير ليس دليلا علىٰ حب الله للعبد كما أن بلاء الشر ليس برهان علىٰ غضب الله علىٰ العبد 
قال الله في سورة الفجر " فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ () وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ "
ثم يأتي الرد من الله علىٰ قولهم بــ " كَلَّا " 
ليس الأمر كما تظنون 
وقد أخبرنا الله أن الرزق بالمال والولد قد يكون خير وقد يكون عين الشر " أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ () نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ "
وقال الله " وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ "
- قد يكون المنع هو عين العطاء ولأننا لا نحيط بشيء من علم الله إلا بما شاء ، فقد نحب شيء وهو عين الشر ونكره الخير ونحن لا نعلم ، هكذا أخبرنا الله وقال " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَـمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَـمُونَ "
ـ البلاء قضاء الله وقدره وأمره النافذ في خلقه ، فالخلق خلقه والكون كونه والمُلك مُلكه " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ "
 سبحان الخالق يبتلي خلقه بما شاء ومتى شاء وسبحان الله هو القادر على رفع البلاء .

سبحانه يبتلي العبد لحكمة لا يعلمها إلا الله 
- قد يكون البلاء بسبب الذنوب نعم بسبب الذنب ، فالمعصية شؤم علىٰ صاحبها " ما نزل بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة "
قال الله في الكتاب 
" وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ "
وقال سبحانه " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "
- وقد يكون البلاء تكفير للذنوب ، سبحان الله الغفور الغفار يستر ذنبك ، يغفر لك بالبلاء كما أخبرنا سيدنا محمد خاتم الأنبياء ﷺ وقال " فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ " 
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم 
- وقد يكون البلاء تمحيص ، إختبار ، إمتحان ويزداد كلما زاد الإيمان ، ويخفف بضعف الإيمان 
كما في حديث رسول الله ﷺ الذي قال فيه " يُبتلىٰ المرء على حسب دينه ، فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء وإذا كان في دينه رقة ابتليّ علىٰ حسب دينه"

المؤمن أشد الناس بلاء بعد الأنبياء 
لأن كلمة " أمنت بالله " شهادة توحيد واستسلام للملك القهار تصديق بالله ، تصديق الخبر وإن لم نسمعه كأننا نسمعه وإن لم نراه كأننا نراه ، التصديق بالغيب 
تصديق بالله الخالق 
تصديق بالملائكة البررة
تصديق بالأنبياء والرسل والكتب التي أخبرنا الله والرسول عنها كالتوراة والأنجيل والشاهد بين أيدينا وفي قلوبنا وإمام أعيننا القرآن الكريم 
وإيضا من الإيمان التصديق بأن الله خلق كل شيء بقدر ، سبحانه يقدر الأقدار لحكمة وعدل وفضل وعقاب 
فالأقدار خيرها وشرها فرض على المؤمن أن يؤمن بها ويرضا عن الله 
وأخر أركان الإيمان التصديق بيوم القيامة يوم الفرحة والحزن يوم الفوز والخسارة يوم الواقعة ، القارعة ، الحاقة ، القاضية ، الفصل ، التغابن ، الساعة ، الحساب ، التناد ، الدين ، اليوم الأخر هو أطول الأيام عند الله بمقدار خمسون ألف سنة من أيامنا هذه ، سبحان الملك " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "

الإيمان مرتبة وشهادة 
فلابد من اختبار كل من يعلن هذه الشهادة 
" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ () وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَـمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَـمَنَّ الْكَاذِبِينَ "
سبحان الله إختبار ، إمتحان المؤمن بفتنة البلاء ، والمؤمن كُلّ له خير السراء والضراء
أسأل الله أن يجعلنا من الصادقين 

- وقد يكون البلاء أيضا رفع درجة لذلك ابتلىٰ الله أشرف الخلق محمد ﷺ وجميع الأنبياء ذاقوا البلاء ، إما بلاء خير كسليمان ، أو بلاء حزن كيعقوب ، بلاء داء كأيوب ، بلاء كرب كيونس ، جميعهم " صلوات ربي عليهم والسلام " كانوا أشد الناس بلاء ، خير وشر ، 
سليمان كان يحكم الجن ويكلم الطير ويركب الرياح هل بعد هذا البلاء خير ، وأيوب يفقد ماله وأهله وصحته واشتدد مرضه وزاد ألمه ، ورغم هذا البلاء كان كالجبال لم يهتز لرياح اليأس ، لم يفقد أمله ، وما جزع ولا قنط من رحمة الله ولم ييأس من روح الله ، كان يتألم ويوعك وعك شديد فتخلىٰ عنه الغريب والقريب والعدو والحبيب إلا زوجته التي أخلصت وتألمت كلما رأت المرض يأكل جسد زوجها الصابر " أيوب " عليه السلام 
بربكم هل بعد هذا البلاء شر ! 
لكن كان بعده خير وعز ونصر وتمكين وشفاء سبحان الله الشافي والحمد لله رب العالمين 

- البلاء من الله والفرج من الله لحكمة لا يعلمها إلا الله الذي يدبر الأمر ويُنزل البلاء بقدر وحكمة متىٰ شاء وأين شاء سبحانه " يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ "
يفرج كرب ، ويكشف هم ، ويذهب حزن ، ويطرد غم ، يشرح صدر ، ويغفر ذنب ، يستجيب دعاء ، ويتقبل رجاء ، ويشفي مريض ، ويرزق فقير ، ويطعم جائع 

سبحانه يربي خلقه بالبلاء الخير تارة والشر تارة ، فالحياة متقلبة بين النعم والنقم ، 
والخير والشر والعطاء والمنع ، بين البلاء والعافية والصحة والمرض والستر والفقر ، بين القوة والضعف ، لأن دوام الحال من المحال ، وكل كرب إلىٰ زوال 
قال قائل ' ثَمَانِيَةٌ تَجرِي عَلَى النَّاسِ كُلِّهِم 
وَلا بُدَّ لِلإِنسَانِ يَلقَى الثَّمَانِيَهْ
سُرُورٌ وَحُزنٌ وَاجتِمَاعٌ وَفُرقَةٌ وَيُسرٌ وَعُسرٌ ثُمَّ مرض وعافية "

- لكن من رحمة الله علينا أن الله قد جعل مع الشر خير وبعد الشر خير 
فأخبرنا في سورة الشرح وقال " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
أَلَـمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا 
ثم كررها للتأكيد وزيادة اليقين أن خير الله لن ينقطع فقال الله 
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) 
 إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)  
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) " 
بل أن الله أخبرنا أن بعد العسر الصعب يسر وأمر سهل ، وهذا في قول الله " لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا 
سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا "

- سبحانه الرحمن الرحيم أرحم بك منك " رأى رسول الله ﷺ امرءة تبكي ضاع ولدها ، ثم رأت صغيرها ، وجدت ضالتها ، احتضنت ولدها العائد من الضياع وهي تقبله وتدعوا له بالسعادة والسلام 
هنا سأل رسول الله " ﷺ " أصحابه وقال :
أترون هذه المرءة ملقية ولدها في النار ؟
قالوا لا !!!
بل هي أرحم من ذلك !
قال الرسول ﷺ " والله إن الله أرحم بكم من رحمة هذه الأم بولدها " 
سبحان الله الرحمن الرحيم 
" يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين "

- سبحان الله يبتليك ليطهرك وما عليك إلا الصبر خلق الأخيار ، كأس مر لكن عواقبه خير بغير حساب ، جواد لا يكبو وجند لن يُهزم 
الصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلىٰ من العسلِ
فاصبر لأمر الله وأبشرك برحمة الله ورضوانه 
قال الله تعالىٰ " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ "
البشرىٰ للصابرون لكنهم من ؟
من هم أصحاب البشرىٰ الصابرين ؟
هؤلاء ... " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ "
الجزاء يا الله " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ "
صلوات من الله عليهم وتتنزل عليهم رحمة الله ويرزقهم الهداية لأنهم صبروا علىٰ تقدير الله " قضاءه وقدره ".

 * ما هو الصبر ؟
الصبر خلق عظيم بشروط : أولا الإخلاص لله الذي لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا له سبحانه أغنىٰ الأغنياء عن الشرك فمن عمل عمل أشرك فيه معه غيره تركه وشركه ، 
ثم حبس النفس عن الجزع ، لا تضعف ولا تنكسر ولا تيأس ولا تقنط فالجزع داء هلع ودوائه الصلاة الإتصال برب الأرض والسموات ، قال الله " إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْـمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) " فلا تجزع لأن الله يريدك قوي " المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف " كما أخبرنا رسول الله ﷺ
ومن شروط الصبر حبس اللسان عن الشكوىٰ لغير الله ، فالصبر المطلوب هو الشكوىٰ لله وليس لسواه ، سبحان الله أخبرنا أن "يعقوب" عليه السلام الذي فقد ولديه وبصره كان يقول " إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ وَأَعْلَـمُ مِنَ اللهِ مَا لَا تَعْلَـمُونَ " سبحان الله 
والصبر أيضاً حبس الجوارح عن المعصية 
فلا يفتنك البلاء واستغفر لذنبك ، دع روحك طاهرة لا تدنسها في بؤرة المعصية ،
وإن أردت الإمامة في الدين فزوّج الصبر باليقين تنالها بفضل الله ، قال سبحانه " وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَـمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ " اللهم اجعلنا منهم 
ثم أن الله يجزي علىٰ الصبر بغير حساب ، نعم يجزي بكرم والله كريم سبحان الله الصبر خير 
" قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ 
لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ 
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ 
إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ "

- فاصبر وصابر ورابط وكن راضيا علىٰ قدر استطاعتك ، فالصبر واجب والرضا مستحب وإذا رضي عنك الله أرضاك " وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " 
 وقَالَ اللهُ " رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

* الفرج قريب ...
سلم أمرك لربك خالقك واعلم أن الفرج قريب في لمح البصر ، في لفتة نظر ، بكاف ونون فأمر الله نافذ ، إذا قال الله للشيء كن فيكون ، سبحان الله ، مابين لفتة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلا حال 

ذهبوا لأمير المؤمنين عمر فقالوا له يا أمير المؤمنين اشتد القحط وقنط الناس 
أي زاد الجوع وقل الخير والناس يئست يا "عمر " رضي الله عنه 
فقال الملهم الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " الأن يُمطرون " لوعد الله الذي قال " وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ "
 
سبحان الله كاشف الهم وذاهب الغم الشافي الرزاق التواب الغفور الكريم سبحانه يُطعِم ولا يُطعَم ، المعطي المُنعم ، الوهاب المنان ، الكافي السميع البصير العظيم الكبير القدير ، قادر علىٰ أن يفتح كل أبواب الخير لك 
والخير قادم ... أت 
نعم الخير أت 
هذا وعد الله رب الأرض والسموات ". وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى "
لا تيأس من روح الله ، لا تقنط من رحمة الله
 
- يا طالب الرزق أما علمت أن الله قال لنا " 
" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْـمَتِينُ "
وقال سبحانه" وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَـمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ "
الشاهد أن الرزق مضمون - آت - من رب الأرض والسموات وما عليك إلا السعي ترك الكسل والعجز والفشل وحي على الصلاة الفلاح ثم حي علىٰ العمل ، 
* الرزق على الله 
قال الله " هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "
الشاهد هنا " فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا "
أي لا تناموا في بيوتكم كأهل التواكل وتقولوا أن الله سيرزقنا وأنتم متواكلون ، ولا تركضو ركض الوحوش في البرية وكل همه الدنيا الفانية ولكن امشوا في مناكبها ، الأرض مُسخرة لك فامشي لرزقك في كل مكان في الأرض واعلم أن الرزق من رب السماء سبحان الله
جعل رزقنا في السماء " رزقك في السماء "
رب السماء يراك ، يعلم حالك وحاجتك ، يرىٰ دموعك ، يسمع دعائك ، يجيب رجائك ، يشرح صدرك ، ييسر أمرك ، فاسعى في الأرض لكن اعلم أن رزقك في السماء 
قال الله " وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ 
() فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ "
الرزق آت فلا تقنط وما عليك إلا السعي الأخذ بالأسباب .
والشفاء أت يا صاحب المرض ، ألم تعلم أن الله سبحانه اسمه " الشافي " 
 " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " سبحان الله 
أخبرنا انه شفىٰ أيوب بماء بارد بعدما عجز أطباء الأرض عن الدواء جاء به الله وشفاه قال الله " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ () فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ "
ذكرى للعابدين أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، فالشفاء رزق ، والبركة رزق ، والذرية الصالحة رزق ، والزوجة الصالحة والفهم والشجاعة والهداية والمال أرزاق ، ورزق الله واسع ، يسع المؤمن والكافر ، لأن الله هو رب الجميع فضمن للجميع رزقه .
فالرزق مضمون اطمئن .
وعد الله الذي لا يخلف الميعاد ، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا ، وَعْدَ اللهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ قِيلًا ، الذي حذر الأب الذي يُتوفىٰ ويترك أولاد صغار ويخاف عليهم حذره من هذا الخوف ، 
كيف يخاف على رزق اولاده بعد موته والله هو الرزاق ذو القوة المتين ! 
قال الله " وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا " 
هذا وعد الله أن الفرج آت ، الرزق آت ، الشفاء آت ، الخير آت .
أحسن ظنك بربك رب الأرض والسموات .
أنت تعلم أنه قادر وسبحانه قادر ، أحسن ظنك بربك الذي قال في الحديث القدسي " أنا عند ظن عبدي بي"
ظنك خير تجني خير 
ظنك شر يتبعه غضب وشر ، قال الله " وَيُعَذِّبَ الْـمُنَافِقِينَ وَالْـمُنَافِقَاتِ وَالْـمُشْرِكِينَ وَالْـمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا "

فيا أيها الخائف المريض الضعيف الفقير الجائع ، أيها المبتلىٰ المحروم أيها المظلوم ، يا صاحب الهم والحزن والغم والألم ، يا صاحب الحاجة يا صاحب الكرب يا أيها المؤمن المطيع ويا أيها المقصر مثلي يا أيها الناس جميعا : ما ظنكم برب العالمين ؟
كن علىٰ ثقة ويقين أن الخير قريب آت من عند رب العباد 

الأن أسألك... كيف حال قلبك ...؟

ـ هل مطمئن مؤمن واثق صاحب يقين أن الفرج قريب من عند الله ، ثابت جبل صابر لأمر الله ، تتألم من المرض ويتعلق قلبك بالله الشافي ؟ 
هل تحسن الظن بالله ؟
إذا وجدت قلبك سليم على يقين أن الله قادر فعليك أن تذهب إلى الله بالتوكل 
اسمع لكلام الله " وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا "
ربك معك ، تجاهك ، سبحانه قادر أن يغنيك يشفيك يكفيك يحفظك ويحميك ، ربك حسبك ، سبحانه نعم الوكيل ، قل حسبي الله ونعم الوكيل سبحانه الكافي 
القادر أن يشفيك بغير دواء وأن يرزقك بغير أسباب لكنه حذرنا من التواكل وأمرنا بالأسباب فهي سنة رسول الله فإن أردت المال فاخرج للعمل ولكن توكل على الله وكن على يقين أن المال سيأتي به الله ، وإن أردت العلاج فلا تترك الأسباب بل اذهب للطبيب وتناول الدواء لكن توكل على الله وكن على يقين أن الطبيب لا يشفي إنما الشافي هو الله .
اخرج للحياة كن عامل صانع زارع كاتب جندي صياد ماهر مبدع محترف عالم حكيم طبيب قائد قوي كريم ثري ، الدنيا مُسخرة لك والأخرة أيضاً لك " وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى () وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى " فاسعىٰ وادفع المهر لتصل لسعادة الدنيا وجنة الأخرة .
ابحث عن أسباب تحصيل الدنيا المشروعة واجمع بالحلال " وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ "
وسارع إلى مغفرة من ربك لتعتق من النار فتدخل الجنة التي أعدها الله للمتقين " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْـمُتَّقِين "

وليكن زادك بعد الفرائض والأركان التوبة أولا وأخيراً ، كن على توبة فكلنا أهل ذنب " وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْـمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " النداء للمؤمنين فما بالكم بالمسرفين ، سبحان الله الغفور الغفار رب العالمين الذي قال " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ "
تبرأ من تقصيرك ، من ذنبك ، وأخرج قدمك من بؤرة المعصية ، واعزم علىٰ عدم العودة واندم وقل لربك " اللهم اني تبت اليك وندمت على ما فعلت وعزمت على أن لا أعود إلى ذنب ابدا "
ثم الزم الإستغفار قال الرسول من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب " وقال الله " فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا () يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا () وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا () مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا "
الله يراك يسمعك ، سبحانه السميع البصير ، يعلم سر قلبك ما أخفيته وما اعلنته ، سبحانه يعلم " ما يسرون وما يعلمون " يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " فاتقِ الله ، الله يراقبك ، اجعل قلبك يخاف من الله " يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ () الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ () فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ "
 الله يراك ويعلم ما في قلبك ، سبحان الله كيف نتجرأ ونعصيه !
إذا رأيت قلبك لا يحب أن يراه الله على معصية ويحب أن يراه الله على الطاعة فأبشر أنت على باب التقوى غاية الغايات أصبحت تراقب الله وتعلم ان الله يراقبك 
فابدأ بالتجارة مع الله ، ربح البيع ، تجارة رابحة ، العوض من الله ، الكريم هو الله ، الله أمرك أن تتصدق على الفقراء والمساكين والمقابل أضعاف ما تصدقت اسمع " مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " 
لو اردت أن يربي الله لك مالك فيزداد ، تصدق ليخلف الله عليك بالعوض والبركة  
قالَ رَسُول اللَّه ﷺ: مَا مِنْ يَوْمٍ يُصبِحُ العِبادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا متفقٌ عَلَيْهِ.

وأنت في الطريق لا تغفل عن ذكر الله وشكره ولا تطع غافل القلب عن ذكر الله بطانة ضارة " وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "
فلا تذهب خطوة الإ والذكر زادك ليحفظك الله " عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال : حديث حسن صحيح
ربك معك الذي قال في الحديث القدسي " انا عند ظن عبدي بي وانا معه إذا ذكرني "
اطلب من الله يعينك على ذكر الله " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين " قل اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "
واشكر الله فالشكر زيادة " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ "
فلا تكفر بنعم الله عليك " مسخرات لك " أَلَـمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْـمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ " وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ "
فانظر لنعم الله عليك وكن من الشاكرين 

ولا تحرم نفسك من قيام الليل 
قال الله " تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْـمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ () فَلَا تَعْلَـمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون " 
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم 
" عليكم بقيام الليل فهو دأب الصالحين من قبلكم ومقربة إلى ربكم ومنهاة عن الإثم وتكفير للذنوب ومطردة للداء عن الجسد " واعلم أن الله سبحانه وتعالى يتنزل كل ليلة في الثلث الأخير من الليل الى السماء الدنيا فيقول هل من داع فأستجيب له هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له ، وذلك في كل ليلة .
الدعاء كنز والمفتاح متاح لك فاغتنم ، الله وعدك أنه قريب منك إذا سألته استجاب لك ، وأعطاك فوق ما تسأل فسبحان الله المجيب الذي كان يرزقك قبل أن تعلم كيف تسأل " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "
الله لا يحب دعاء الإثم ولا الدعاء بقطيعة الرحم ولا يحب الداعي المتعجل وقد لا يستجيب لمن يعيش على الحرام مأكله ومشربه وملبسه حرام فأنَ يُستجاب له ، 
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك واغننا بفضلك عمن سواك 
لا تستغني عن الله ولا تتكبر على الدعاء " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " يقول العلماء " عبادتي " هنا اي دعائي , والله اعلم 
الله لن يخيب رجائك إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين " كما قال النبي محمد وقال أيضاً " ليس شيء أكرم على الله من الدعاء "
أيها المضطر لن يكشف عنك ضرك إلا الله فاستغث بالله " أَمَّنْ يُجِيبُ الْـمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ "
الله وعدك بالإجابة وعليك الدعاء 
كن على ثقة ويقين أن الله لن يتركك لن يتخلى عنك لن يخيب ظنك 
املئ قلبك بالثقة فى الله ، وانهض لتحصد الخير والفرج والرزق والشفاء والهداية والسلامة والنجاة والثبات والعز والنصر والتمكين 
دين الإسلام شرع التفائل وكان رسول الله يُحب الفأل " الكلمة الطيبة " وقال الله " يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ "
قال النبي ﷺ: لا عدوى ولا طيرة، وأصدقها الفأل، قيل: وما الفأل؟ قال: الكلمة الحسنة يسمعها الرجل، وكان النبيُّ ﷺ يُعجبه الفأل، كما كان في سفر الهجرة فلقيهم رجلٌ فقال: ما اسمك؟ قال: بُريدة، قال: برد أمرنا "
ارفع يديك لله أو اسجد بقلبك وجبينك لله الأن وقل " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَـمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْـمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْـمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " 
قل " رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ "
" سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْـمَصِيرُ " ربي أني " مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ "
" رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِـمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ "
" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِـمِينَ "
" حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ "
" وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ "
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ () اللهُ الصَّمَدُ () لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُولَدْ () وَلَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " 
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ () مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ () وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ () وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ () وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ "
" بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ () مَلِكِ النَّاسِ () إِلَهِ النَّاسِ () مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ () الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ () مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ "
" اللهم آتِ نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها "
" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك غلبة الدين وقهر الرجال "
" اللهم ارفع مقطك وغضبك عنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا "
" اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي " 
" أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها ، ومن شر الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يا رحمٰن "
" اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل "
" اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "
" اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك "
" اللهم صلِ على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم " 
وآخر دعوانا أن" الحمد لله رب العالمين "
 
الختام 
أصبحنا على واقع غريب علينا ، واقع تشتت وأظن أن السبب ضعف الإيمان ولا نجاة لنا من هذا الواقع المؤلم إلا بحسن الظن في الله وتجديد الإيمان بفعل الطاعات واجتناب المعاصي .

أخي 
أنا مثلك عبد لله مقصر ، أجاهد نفسي لتصبح مطمئنة ، اربط على قلبي بالرضا واليقين ، وقد وجدت أن هذا الدواء شافي بإذن الله في ظل هذه الغمامة الفاتنة التي أخذت كثيرا من الناس إلى واد التيهة والتشتت واليأس ، أمواج من الفتن كقطع الليل المظلم لا تنقطع ولا تذر قلب إلا عُرضت عليه كعرض الحسير عودا عودا بين الشهوات والشبهات ، ولقد رأيت على قدر علمي وثقتي في رب العباد أن نجاة العبد في مثل هذا العلاج الشافي من كلام الله الخالق وسنة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم 
أسأل الله العلي العظيم أن يجعلني وإياك ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يردنا إلى دينه ردا جميلا وأن يرزقنا العلم النافع والقلب الخاشع والأخلاص في القول والعمل 
جمعني الله بكم في جنته ودار كرامته إنه ولي ذلك والقادر عليه 
أخي هذا ما أعلم والله أعلىٰ وأعلم .
وتذكر دائما وأبدا أن لا تيأس من " روح الله"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مصادري 
1 . كتاب الله " القرآن الكريم "
2 . الصحيح من سنة الرسول "